- سيد نفسه من لا سيد له
- نحن أحرار بمقدار ما يكون غيرنا أحرارا
- ليس من المنطق أن تتباهى بالحرية و أنت مكبل بقيود المنطق
- حيث تكون الحرية يكون الوطن
- ليس من المنطق أن تتباهى بالحرية و أنت مكبل بقيود المنطق
- إذا تكلمت بالكلمة ملكتك وإذا لم تتكلم بها ملكتها
مقدمة
في حياة الإنسان تتقاطع العزائم مع الأقدار، فقد يعزم المرء على أمر ويجتهد لتحقيقه، لكنه يصطدم بظروف قاهرة تعيق مسيرته. تعبيرًا عن هذه الحقيقة الإنسانية، قال الشاعر العربي:
“لا تَلُمْ كفي إذا السيف نبا
صح مِنِّي العزم والدهر أبى”
هذا البيت يلخص صراعًا أبديًا بين قوة الإرادة البشرية وصروف الدهر التي قد تعرقل الإنجاز، مهما بلغت العزيمة من قوة.
بين العزم والقدر في الفكر الإسلامي
الإسلام حث على العمل والأخذ بالأسباب مع التسليم بما كتبه الله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان” (رواه مسلم).
يوضح الحديث أهمية الاجتهاد مع الرضا بالقدر، فلا يلام المجتهد إذا أعاقت الأقدار جهوده. وهذا المعنى يتماشى مع البيت الشعري، حيث إن العزم كان موجودًا، لكن الظروف حالت دون تحقيق الهدف.
أمثلة من الشعر العربي القديم
تجلت هذه الفكرة في العديد من أبيات الشعر العربي التي تعكس الفخر بالعزيمة حتى في ظل الظروف المعاكسة. يقول المتنبي:
“إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ
فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ”
ويقول أيضًا:
“وإذا كانت النفوسُ كبارًا
تعبتْ في مرادِها الأجسامُ”
في كلا البيتين، يبرز المتنبي فكرة السعي والطموح العالي، حتى وإن تطلب ذلك مواجهة تحديات صعبة.
التسليم عند استحالة الإنجاز
على الرغم من الحث على الاجتهاد، يذكرنا الإسلام والشعر العربي بحكمة التسليم عند العجز. يقول الله تعالى:
“وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْـًٔا وَهُوَ خَيْرٌۭ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا۟ شَيْـًٔا وَهُوَ شَرٌّۭ لَّكُمْ ۗ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” (سورة البقرة: 216).
وفي الشعر العربي، نجد هذا المعنى في قول الإمام الشافعي:
“دع الأيام تفعل ما تشاءُ
وطِب نفسًا إذا حكم القضاءُ”
الخلاصة
البيت الشعري “لا تَلُمْ كفي إذا السيف نبا” يعبر عن فلسفة متكاملة تجمع بين العزيمة والسعي من جهة، والتسليم للقدر عند العجز من جهة أخرى. وهذا ما يدعونا إليه الدين الإسلامي والشعر العربي، أن نجتهد ونعمل، مع الإيمان بأن الله وحده المدبر لكل شيء.