صحة و جمال

واحفظ لسانك لا تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق

اقرأ في هذا المقال
  • سيد نفسه من لا سيد له
  • نحن أحرار بمقدار ما يكون غيرنا أحرارا
  • ليس من المنطق أن تتباهى بالحرية و أنت مكبل بقيود المنطق
  • حيث تكون الحرية يكون الوطن
  • ليس من المنطق أن تتباهى بالحرية و أنت مكبل بقيود المنطق
  • إذا تكلمت بالكلمة ملكتك وإذا لم تتكلم بها ملكتها

واحفظ لسانك لا تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق

يعد اللسان من أداة الإنسان التي لها تأثير كبير في حياته، فهو مصدر للخير أو الشر، وقد يكون سببًا في سعادة الإنسان أو شقاءه. في المثل العربي “واحفظ لسانك لا تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق”، نجد دعوة صادقة للتحكم في اللسان، لأن التسرع في الكلام قد يجلب البلاء والمشاكل. هذا المثل يوجهنا إلى أن كل كلمة قد نطلقها لها عواقب قد تكون غير محمودة، ومن هنا تأتي أهمية الحفاظ على اللسان في جميع الأوقات.

اللسان وعلاقته بالابتلاءات

اللسان كما ورد في الحديث النبوي الشريف، هو عضلة صغيرة في الجسم لكنها تؤثر بشكل كبير في حياة الإنسان، ففي كثير من الأحيان يكون الإنسان عرضة للمشاكل بسبب كلمة قالها في لحظة غضب أو تسرع، أو بسبب حديث غير محسوب. إن البلاء قد يلاحق الشخص بسبب حديثه، سواء كان حديثه عن شخص آخر بالغيبة أو الكذب أو التحقير.

من هنا، نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذرنا مرارًا من خطورة اللسان، ودعا إلى ضبطه وتحسين استخدامه، لأن الكلمات إذا لم تكن محسوبة، فإنها قد تكون سببًا في البلاء.

أحاديث نبوية تحذر من خطر اللسان

  1. حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    “من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة.”
    (رواه البخاري)
    في هذا الحديث، يشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن الإنسان إذا حفظ لسانه من السوء، وحفظ فَرجَه، فقد ضمن له الجنة. فاللسان يمكن أن يقود الإنسان إلى الهلاك أو النجاة بناءً على كيفية استخدامه.
  2. حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    “إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب.”
    (رواه البخاري)
    هذا الحديث يوضح مدى خطورة الكلمات التي قد تصدر عن الإنسان دون تفكير. فالكلمة السيئة يمكن أن تهوي بالإنسان في النار، وذلك بسبب التسرع في إطلاق القول.
  3. حديث آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.”
    (رواه الترمذي)
    هذا الحديث يبين أن حسن إسلام المسلم يظهر في تجنبه الحديث في الأمور التي لا تعنيه، والتي قد تجر عليه مشاكل أو تفضي إلى قذف أو غيبة أو نشر للكلام الذي لا فائدة منه.

لماذا البلاء موكل بالمنطق؟

إن البلاء مرتبط بالكلام لأن الكلمات قد تخرج من الإنسان في لحظة غير محسوبة، وقد تترك أثرًا كبيرًا فيمن يسمعها. اللسان قد يكون السبب في فتنة أو إحداث شر، بل ربما يؤدي إلى خراب العلاقات بين الناس أو إلى القذف والشتائم التي تزيد من العداوات. فالحديث الذي يصدر من غير تفكير قد يؤدي إلى تكوين العداوات والخصومات، وبالتالي يتحول إلى بلاء يتسلط على الشخص.

كيف نحفظ ألسنتنا؟

  1. التفكير قبل الكلام:
    قبل أن ننطق بأي كلمة، يجب أن نتمهل ونفكر في عواقبها. هل ستؤدي هذه الكلمة إلى خير أم إلى شر؟ هل ستساهم في حل المشكلة أم أنها ستزيدها تعقيدًا؟
  2. تجنب الكلام الذي لا يعني:
    كما جاء في الحديث النبوي: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”، يجب على المسلم أن يبتعد عن التحدث فيما لا فائدة منه أو فيما قد يسبب له ضررًا.
  3. السكوت في اللحظات الصعبة:
    في بعض الأحيان، السكوت أفضل من الكلام. فالتوقف عن الحديث في لحظات الغضب أو التوتر قد يمنعنا من إطلاق كلمات جارحة أو قاسية قد نندم عليها لاحقًا.
  4. مراجعة النفس:
    يجب أن نكون دائمًا على وعي بما نقول، وأن نتذكر أن اللسان يمكن أن يكون نعمة أو نقمة، بناءً على كيفية استخدامه.

خاتمة

إن المثل “واحفظ لسانك لا تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق” يحمل في طياته تحذيرًا عظيمًا لكل إنسان أن يكون حذرًا في استخدام لسانه. اللسان أداة قوية قد ترفع الإنسان أو تهبطه، وقد تجلب له الخير أو البلاء. وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم ليؤكد على ضرورة حفظ اللسان وتنقية الكلام، وتجنب التسرع في القول. علينا أن نتذكر دائمًا أن الكلمة قد تضر أكثر مما تنفع إذا خرجت بلا تفكير، وأن البلاء في الكثير من الأحيان يكون موكلًا باللسان. لذلك يجب أن نحرص على أن يكون كلامنا محسوبًا ومؤثرًا في الآخرين بطريقة إيجابية، وأن نتجنب الكلمة التي قد تجرنا إلى الشر أو تؤدي إلى تدمير علاقاتنا.

Google ad sense

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى