اسمع نصيحتيحكم واشعارسياحة و سفر

الحرية هي الحق في أن تعمل ما يبيحه قانون شريعة الله

اقرأ في هذا المقال
  • سيد نفسه من لا سيد له
  • نحن أحرار بمقدار ما يكون غيرنا أحرارا
  • ليس من المنطق أن تتباهى بالحرية و أنت مكبل بقيود المنطق
  • حيث تكون الحرية يكون الوطن
  • ليس من المنطق أن تتباهى بالحرية و أنت مكبل بقيود المنطق
  • إذا تكلمت بالكلمة ملكتك وإذا لم تتكلم بها ملكتها

“الحرية هي الحق في أن تعمل ما يبيحه قانون شريعة الله”

مقدمة

الحرية من أعظم النعم التي منحها الله للإنسان، لكنها ليست حرية مطلقة، بل هي مقيدة بضوابط تحمي حقوق الآخرين وتحافظ على توازن المجتمع. في الإسلام، الحرية تعني القدرة على التصرف في حدود ما أباحه الله من خلال قوانين الشريعة، التي وضعت لتحقق الخير للإنسان وتحميه من طغيان النفس والهوى. هذه الحرية المرتبطة بالشريعة الإسلامية تمنح الإنسان معنى أعمق لحريته، حيث يجد فيها توازنًا بين الحق والمسؤولية.


مفهوم الحرية في الإسلام

الحرية في الإسلام تقوم على أساس العبودية لله وحده. فالإنسان ليس عبدًا لشهواته ولا للآخرين، بل حر في ظل طاعة الله. يقول الله تعالى:
“وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” (سورة الذاريات: 56).
هذه الآية توضح أن الغاية من الحرية هي عبادة الله، والعمل بما يرضيه، مما يضمن للإنسان حياة كريمة ومنظمة.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“إن الله فرض فرائض فلا تضيّعوها، وحدّ حدودًا فلا تعتدوها، وحرّم أشياء فلا تنتهكوها” (رواه الدارقطني).
هذا الحديث يبين أن الحرية الحقيقية تكون في الالتزام بأوامر الله ونواهيه، فهي ضوابط تحفظ الكرامة وتمنع الفوضى.


الحرية في ضوء الشريعة

الحرية التي يبيحها قانون شريعة الله ليست تقييدًا، بل تنظيمًا يضمن للإنسان أن يعيش وفق نظام متوازن. فمثلًا، الشريعة تبيح البيع والشراء، لكنها تحرم الربا والغش. وتبيح الزواج، لكنها تحرم الزنا. هذا التقييد ليس لإلغاء الحرية، بل لحمايتها من التحول إلى فوضى تؤذي الفرد والمجتمع.

قال الشاعر:
“إذا لم يكنْ في الأرضِ عدلٌ فإنه
على الحرِّ واجبُ أن يُطيحَ الطواغيا”

فالحرية في الإسلام تنبثق من العدل الذي تسنه الشريعة، وتكفل للفرد حقوقه دون التعدي على حقوق الآخرين.


التوازن بين الحرية والمسؤولية

الحرية التي لا تراعي المسؤولية تتحول إلى فوضى. الإسلام يربط الحرية بالمسؤولية في كل تصرف. يقول الله تعالى:
“وَكُلُّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ كِتَـٰبًۭا يَلْقَىٰهُ مَنشُورًا” (سورة الإسراء: 13).
الآية تشير إلى أن الإنسان مسؤول عن أفعاله، وسيحاسب عليها، مما يعني أن حريته يجب أن تكون منضبطة بما يرضي الله.

وقال المتنبي:
“وَلِلْحُرِّ فَضْلٌ فِي الْمَمَاتِ كَمَا لَهُ
فَضْلٌ فِي حَيَاةٍ يَنْبُتُ النَّدَى فِيهَا”

هذا البيت يعكس مفهوم الحرية المسؤولة التي تبني قيمًا نبيلة في الحياة والممات.


الحرية ليست فوضى

الحرية المطلقة التي لا تراعي حدود الشريعة قد تؤدي إلى الفوضى. لذلك، وضع الإسلام قيودًا لحماية الأفراد والمجتمع. على سبيل المثال، يقول الله تعالى:
“وَلَا تَقْرَبُوا ٱلزِّنَىٰ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَـٰحِشَةًۭ وَسَآءَ سَبِيلًا” (سورة الإسراء: 32).
الآية تظهر أن الحرية الجنسية التي يدعو إليها البعض ليست حرية حقيقية، بل فوضى تؤدي إلى تدمير القيم والأسر.

وقال الإمام الشافعي:
“ما شئتَ كان وإن لم أشأ
وما شئتُ إن لم تشأ لم يكن”

يشير البيت إلى أن الحرية ليست بما يشتهي الإنسان فقط، بل بما يتوافق مع إرادة الله.


الخاتمة

الحرية في الإسلام ليست مجرد حق يُمارس بلا ضوابط، بل هي مسؤولية تحكمها الشريعة لتحقيق الخير والعدل. فـ”الحرية هي الحق في أن تعمل ما يبيحه قانون شريعة الله” تُلخص هذا المفهوم الإسلامي العظيم، الذي يجعل الحرية وسيلة لتحقيق السعادة للفرد والمجتمع.

“الحرية ليست أن تفعل ما تريد، بل أن تريد ما يرضي الله.”

Google ad sense

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى