ألعاب

كالذي يحتاج لموافقة مختار القرية للشرب من ماء النهر

“كالذي يحتاج لموافقة مختار القرية للشرب من ماء النهر”

يُستخدم المثل العربي “كالذي يحتاج لموافقة مختار القرية للشرب من ماء النهر” للإشارة إلى التقييد أو العرقلة في الحصول على حقٍ أو حاجةٍ أساسية من أبسط حقوق الإنسان. كما يوضح هذا المثل أن هناك بعض الأنظمة أو الأشخاص الذين يضعون عراقيل أو شروطًا غير منطقية للحصول على شيء من المفترض أن يكون متاحًا بحرية للجميع.

يعكس هذا المثل في كثير من الأحيان الأنظمة البيروقراطية المعقدة، أو الوضع الذي يعيشه الفرد في بيئة يتم فيها تحديد الحقوق الأساسية بناءً على موافقات أو تصاريح من أشخاص معينين، حتى لو كانت تلك الحقوق تعتبر بديهية. في هذا السياق، قد يرتبط المثل بالسعي وراء الحصول على الحريات، أو التقدم في الحياة رغم العراقيل التي يضعها البعض.

السعي وراء الحقوق في الإسلام:

الإسلام يعلّم أن الحق والعدالة يجب أن يكونا أساس الحياة الإنسانية، وأن الإنسان ليس بحاجة إلى إذن أو موافقة من أحد ليحصل على حقوقه الأساسية طالما أنها لا تتعدى على حقوق الآخرين. في حديث نبوي شريف، نجد تفاعلًا مع فكرة الحريات والحقوق التي يجب أن تكون متاحة للجميع:

  1. حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

    “المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ويُجير عليهم أقصاهم، وليس بين مسلم ومسلم فوارق إلا بالتقوى.”

    (رواه البخاري)

    هذا الحديث يعكس فكرة المساواة بين المسلمين ويشدد على أن حقوق الإنسان يجب أن تكون مكفولة لجميع الناس دون أي تفرقة. وبما أن الشرب من الماء هو من أساسيات الحياة، فمن الطبيعي أن يحصل عليها الجميع دون الحاجة لموافقة شخص آخر، وهو ما يتناقض مع فكرة وجود “مختار” يقرر لمن يسمح ومن لا يسمح بالحصول على شيء من حقه.

  2. حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

    “من لا يُؤثِرُ الناس، لا يُؤثِرُه الله.”

    (رواه البخاري)

    هذا الحديث يشير إلى أهمية الاهتمام بمصالح الآخرين وتيسير الأمور لهم، بدلاً من تعقيد حياتهم أو وضع عراقيل أمامهم. وفي سياق المثل، يشير هذا إلى فكرة أن حقوق الناس يجب أن تُمنح لهم ببساطة دون الحاجة لموافقة أو إذن.

الشعر العربي القديم وعراقيل الحياة:

الشعر العربي قد تناول في كثير من الأحيان العراقيل التي يواجهها الإنسان في سعيه للحصول على ما هو حق له. الشعراء قد تحدثوا عن الحياة، وتحدياتها، وكذلك عن التحديات التي تنشأ عندما يُمنع الفرد من الحصول على حقوقه أو احتياجاته الأساسية.

  1. أبيات للشاعر المتنبي: “على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ، وتأتي على قدر الكرام المكارهُ.”

    هذا البيت يعكس فكرة أن الإنسان إذا كان صاحب عزيمة قوية، فإنه قادر على تخطي العراقيل والتحديات. ورغم أن المثل يتحدث عن وجود عقبات، إلا أن الإنسان صاحب العزم قادر على تجاوز هذه العقبات، مهما كانت تعقيداتها.

  2. أبيات من شعر الشاعر العربي إيليا أبو ماضي: “يا أيها الإنسان! إنما أنت في دهرٍ يكدح بك، وعقباتٌ تحاول أن تعترض طريقك.”

    الشاعر هنا يوضح أن الإنسان يواجه دائمًا العديد من العقبات والتحديات في حياته، لكن السعي المستمر والإرادة القوية هو ما يضمن النجاح في تجاوزها.

التفسير المعاصر للمثل:

في السياق المعاصر، يمكننا أن نتخيل المثل في العديد من المواقف التي تواجه الأفراد في حياتهم اليومية. على سبيل المثال، قد يواجه البعض تقييدات في الحصول على خدمات أساسية مثل الماء أو الرعاية الصحية أو حتى التعليم بسبب البيروقراطية أو التصاريح التي تتطلب موافقة أو إذنًا من شخص ما في السلطة. هذا يشير إلى واقع يعاني فيه الأفراد من تنظيمات غير فعالة أو قوانين غير منصفة تمنعهم من الوصول إلى احتياجاتهم الأساسية.

هذا الوضع يمثل التحديات التي قد يواجهها الأفراد في ظل أنظمة قمعية أو بيروقراطية معقدة، ويبرز أن الحياة يجب أن تكون أكثر مرونة وأكثر حرية لتلبية احتياجات الناس الأساسية دون الحاجة إلى إذن غير مبرر.

الخاتمة:

المثل “كالذي يحتاج لموافقة مختار القرية للشرب من ماء النهر” يعبّر عن التحديات والعراقيل التي قد يواجهها الفرد للحصول على حق أو حاجة أساسية في حياته. وفي الإسلام، يُحث على تيسير الأمور وعدم تعقيد حياة الناس أو فرض شروط غير مبررة عليهم. فالحقوق الأساسية يجب أن تكون متاحة للجميع، مثل الماء الذي هو من أساسيات الحياة، دون الحاجة إلى تصاريح أو موافقات تعيق حصولهم عليها. من خلال الأحاديث النبوية والأبيات الشعرية، نجد دعوة لتحقيق العدالة والمساواة بين الناس، وأنه لا ينبغي إعاقة حقوقهم أو فرض القيود عليهم.

Google ad sense

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى